أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور أحمد نظيف أن أزمة "طوابير الخبز" ستنتهى مع نهاية شهر أبريل الجاري.
وقال: الحكومة حددت ستة أسابيع لانهاء أزمة طوابير الخبز مر منها أسبوعان، أى أن الازمة ستنتهى فى آخر ابريل.
ولفت نظيف الى أن الحكومة ستركز جهودها خلال الفترة المقبلة على تنفيذ برامج الاصلاح الاجتماعى وتحقيق العدالة الاجتماعية لرعاية محدودى الدخل والفئات غير القادرة فى المجتمع عن طريق حزمة من الاجراءات تشمل زيادة الاجور والمعاشات واعتمادات الدعم وتحسين خدمات الرعاية الصحية والتعليم وتطوير العشوائيات واقامة مزيد من المشروعات الخدمية من طرق وانارة ومياه وصرف صحى تنفيذا لتوجيهات الرئيس حسنى مبارك.
جاء ذلك خلال حوار نظيف الشهرى للإذاعة المصرية.
ولفت نظيف الى أن الرئيس مبارك أصدر تكليفاته للحكومة بالاهتمام بالمواطن العادى ومحدودى الدخل وأصحاب المعاشات بإعتبارها الفئات الاكثر تأثرا ببرامج الاصلاح الاقتصادى، حسبما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط.
وقال "ان ذلك اتضح من مطالبة الرئيس مبارك للحكومة بضرورة البحث عن موارد اضافية حقيقية لزيادة العلاوة الاجتماعية فى موازنة العام المالى الجديد 2008 - 2009 بنسبة تتجاوز النسبة التى اقترحتها الحكومة وهى 15% حيث أوضح الرئيس مبارك أن هذه الزيادة غير كافية فى ظل الارتفاع المستمر فى الاسعار".
ونوه رئيس الحكومة بأن الاقتصاد المصرى دخل مرحلة الانطلاق وأن معدلات النمو التى تحققت خلال السنوات القليلة الماضية والتى سجلت العام الماضى 7% أسهمت فى تحسين الخدمات وزيادة معدلات الدعم وتوفير الاحتياطيات النقدية لاستيراد الحبوب والزيوت من الخارج ..لافتا الى أنه لولا هذا المعدل المرتفع الذى تحقق لما أمكن مواجهة الاسعار المتزايدة للموارد الغذائية خاصة الحبوب فى الاسواق العالمية.
وركز نظيف فى حواره على اجراءات حل أزمة طوابير الخبز وقال " الرغيف يعد من المطالب الاساسية للمواطن المصرى بل انه يعد أحد معايير قياس الغلاء وبالتالى فان الحكومة حريصة منذ زمن طويل على دعم رغيف الخبز".
وأقر رئيس الوزراء بأن الوضع الحالى لاسلوب دعم رغيف الخبز ليس مثاليا خاصة مع تزايد أسعار الحبوب عالميا..موضحا أن مصر كانت تستورد طن القمح بسعر 180 دولارا للطن ولكن سعره ارتفع فجأة الى 400 دولار للطن ثم اقترب من حاجز 500 دولار خلال عام وهذه ظاهرة عالمية ليس للحكومة يد فيها بل إن الحكومة تدعم الفارق بين السعر العالمى والمحلى.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة طلبت من مجلس الشعب اعتماد 7ر4 مليار جنيه اضافية بخلاف نحو 8 مليارات جنية سابقة لدعم الخبز فى موازنة هذا العام وهذه الاعتمادات جاءت من موارد اضافية نجحت الحكومة فى توفيرها وهى من ثمار الاصلاح الاقتصادى.
وأشار الدكتور أحمد نظيف الى أن من أسباب أزمة "طوابيرالخبز" ارتفاع أسعار بدائل الخبز مثل الارز والمكرونة مما أدى الى عودة الاهتمام بالرغيف المدعم وزيادة الطلب عليه فى الوقت الذى انخفض فيه المعروض مع زيادة تسرب الدقيق من المخابز ليباع بسعر أعلى فى السوق السوداء.
وقال نظيف:إن الرئيس مبارك كان حاسما وتدخل في توقيت مناسب ليطالب بإنهاء طوابير الخبز ،الرئيس يتدخل عادة فى المسائل الجماهيرية التى تؤثر فى حياة المواطنين خاصة محدودى الدخل.
وأشار رئيس مجلس الوزراء الى أن مشكلة الزيادة السكانية فى مصر مسئولة أيضا عن الازمة وأوضح أن مصر كانت تنتج منذ 20 عاما 2 مليون طن قمحا وتستهلك 6 ملايين طن وأصبحت تنتج حاليا ستة ملايين ،أى ثلاثة أمثال ماكنا ننتجه من عشرين عاما، بينما أصبحنا نستهلك 13 مليون طن بسبب الزيادة السكانية أى أننا نستورد سبعة ملايين طن بينما كنا نستورد أربعة ملايين فقط منذ 20 عاما.
وأكد أن مصر نجحت فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح بنسبة 50%، وتسعى الى الحد من الاستيراد لان مصر تعد ثانى أو ثالث أكبر دولة على مستوى العالم استيرادا للقمح، ومع ذلك لم يحدث على الاطلاق فى أى وقت من الاوقات حدوث عجز فى المخزون الاستراتيجى للقمح.
ولفت نظيف الى صعوبة إشراف وزارة التضامن الاجتماعى على جميع مخابز مصر التى يصل عددها الى 18229 مخبزا..وطالب السلطات المحلية بأن تقوم بدورها فى هذا الصدد.
وأوضح رئيس مجلس الوزراء أن الحكومة جادة فى قضية الدعم وانها آثرت أن تطرح القضية من خلال حوار مجتمعى، بحيث يقول المواطنون كلمتهم حول الاسلوب المناسب لتوصيل الدعم لمستحقيه.
وقال ان الحكومة تدعم كل شىء تقريبا فى حياة المواطن اليومية من مواد غذائية الى وسائل انتقال وتعليم وصحة وايضا الطاقة.
وأضاف: ان اسلوب الدعم الحالى له عيوب واضحة وينبغى استهداف شرائح معينه فى الدعم حتى لايذهب الى الاغنياء..على سبيل المثال دعم البنزين الذى يستفيد منه أصحاب الدخول المرتفعة بأكثر من الفقراء.
وأشار نظيف الى التجربة التى تجرى فى محافظات السويس والشرقية واسيوط حيث يتم اصدار بطاقة ذكية للاسرة يتم من خلالها تقديم الدعم لخدمات الصحة والتعليم والاسكان للاسرة .
واكد ان حجم الدعم يزداد فى الميزانية عاما بعد عام وان الحكومة لن تتخلى ابدا عن محدودى الدخل،وانه سيتم فى مرحلة لاحقة تحديد من يستحق الدعم ليصبح شعار هذه المرحلة (الدعم لمن يستحقه) تحولا عن الشعار الحالى السائد وهو (الدعم لمن يطلبه).
وتابع: ان الصورة فى مصر ليست قاتمة كما يردد البعض ، فالدخل الحقيقى يزداد كما ان هناك زيادة فى دخول العاملين فى الاعمال الحرة والقطاع الخاص،كما ان معدلات التشغيل تتزايد ولاول مرة فى التاريخ يصل حجم الاقتصاد المصرى العام المقبل الى تريليون جنيه.
واشار الى أنه كان أقل من 500 مليار جنيه منذ خمس سنوات.. كما ستتم مضاعفة الاجور فى موازنة العام الجديد لتصبح 72 مليار جنيه مقارنه بنحو 35 مليارا منذ أربع سنوات ، وهذه الزيادة فى الاجور نحاول بها ان نتغلب على الغلاء خاصة وان معدله زاد خلال الاشهر الاخيرة بنسبة 12% بسبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية عالميا.
وفيما يتعلق بفرض الرقابة على المخابز المخالفة أوضح رئيس مجلس الوزراء أنه تم تقديم عدد من المخالفين للمحاكمة، وقال "خلال شهر فبراير الماضي بلغ عدد المخالفات في المخابز 7422 مخالفة وعدد الغرامات التي وقعت عليها 38 ألف غرامة قيمتها 148 مليون جنيه".
وأضاف: بفضل تشديد الرقابة انخفض عدد المخالفات في مارس الماضي الى ثلاثة آلاف مخالفة وتم اقامة 700 دعوى قضائية، وتوجد قضايا تم الحكم فيها على المخالفين بالحبس وأكد أن الحكومة ستتعامل بحسم ضد كل من يتلاعب برغيف الخبز أو يهرب الدقيق أو يأخذ الخبز المدعم من المنافذ ويبيعه بسعر أعلى.
وأشار الى أنه ستتم زيادة حصص الدقيق المدعم للمخابز بنسبة 20% حيث تم اضافة 56 ألف طن شهريا الى الحصة الأصلية وهي 400 ألف طن.
وإستمع رئيس مجلس الوزراء أثناء الحوار الى تسجيلات صوتية للقاءات مع المواطنين حول أزمة الخبز أشار معظمها الى تحسن الأزمة..
بينما أشار البعض الى استمرار الطوابير أو إخفاء الدقيق أو اعادة بيع الخبز بسعر أعلى مع عدم وجود رقابة على المخابز والدقيق..فيما شكا البعض من سوء حالة الرغيف بعد فصل الانتاج عن التوزيع.
وعقب الدكتور نظيف بالقول "هناك من شعر ببعض التحسن وهناك من لم يشعر بذلك، سنستمر في عقد اجتماعات أسبوعية مع وزيري التضامن الاجتماعي والتنمية المحلية الى أن يتم حل الأزمة نهائيا.
واشار الى أن بعض المحافظات ابتكرت أساليب خاصة بها لتجاوز الأزمة مثل تحصيل اشتراكات شهرية من الأسر نظير توصيل الخبز الى المنازل، ومثل حجز الخبز بالأكشاك والمرور في وقت معين لاستلامه، مما يعني أن المجتمع يمر بمرحلة من الحيوية وأنه يراقب نفسه بنفسه.
