--------------------------------------------------------------------------------
من هو ديك الجن ؟
هو عبد السلام بن رغبان الكلبي الحمصي ، و هوشاعر شيعي مشهور ولد سنة : 161 هجرية بـ " سلمية " .فاق بشعره شعراء عصره ، و طار صيته في الآفاق حتى صار الناس يبذلون الأموال للحصول على القطعة من شعره .لم يتكسب بشعره حيث لم يمدح خليفة و لا غيره ، بل ولم يرحل إلى العراق رغم رواج سوق الشعر فيه في زمنه ، فبقي شعره ضمن الحدود التي عاش فيها .له مراثٍ كثيرة و رائعة في الإمام الحسين ( عليه السَّلام ) .
توفي سنة : 235 أو 236 هجرية و له أربع أو خمس و سبعون سنة
يقول في إحدى قصائده:
على هَذِهِ كانَـتْ تَـدورُ النَّوائِـبُ == وفي كُلِّ جَمْـعٍ للذَّهـابِ مَذاهِـبُ
نَزَلْنا عَلى حُكْـمِ الزَّمـانِ وأَمْـرِهِ == وهَلْ يَقْبَلُ النَّصْفَ الأَلَدُّ الُمشاغِـبُ
ويَضْحَكُ سِنُّ المَرْءِ والقَلْبُ مُوْجَـعٌ == ويرضى الفتى عن دهرهِ وهو عاتبُ
أَلا أَيُّها الرُكْبـانُ والـرَّدُّ واجِـبٌ == قِفُوا حَدِّثُونَا مـا تَقـولُ النَّـوادِبُ
إلى أيِّ فِتْيَانِ النَّدى قَصَـدَ الـرَّدى == وأَيَّهُـمُ نابَـتْ حمـاه النَّـوائِـبُ؟
فيا لأبي العبـاسِ كـمْ ردَّ راغـبٌ == لفقدكَ ملهوفاً وكـمْ جـبَّ غـاربُ
ويـا لأبـي العبَّـاسِ إنَّ مناكـبـاً == تَنـوءُ بمـا حَمَّلْتَـهـا لنـواكِـبُ
فهالَـتْ أَخـاً لـم تَحْـوِهِ بِقَرَابَـة == ٍ بلى ، إنَّ أخوانَ الصفـاءِ أقـاربُ
وياقبـرهُ جـدْ كـلَّ قبـرٍ بجـودهِ == ففيـكَ سمـاءٌ ثـرة ٌ وسحـائـبُ
فَإنَّكَ لَوْ تَدْري بما فيكَ مِـن عُـلا == عَلَوْتَ وباتَتْ في ذَراكَ الكواكِـبُ
أَخاً كُنْتُ أَبْكيهِ دَماً وهْـو حاضِـرٌ == حذاراً وتعمى مقلتي وهـو غائـبُ
فماتَ فلا صبري على الأجرِ واقفٌ == ولا أَنا في عُمْرٍ إلى اللَّـهِ راغِـبُ
أأسعى لأحظى فيكَ بالأجـرِ إنَّـهُ == لسعيٌ إذنْ منـي إلـى الله خائـبُ
وما الإثْمُ إلا الصّبْرُ عنـكَ وإنَّمـا == عَواقِـبُ حَمْـدٍ أَنْ تُـذمَّ العواقِـبُ
يقولونَ: مقدار على المرءِ واجـبٌ == فقلْتُ: وإعْوالٌ على المَرْءِ واجِـبُ
هو القلبُ لمَّا حمَّ يـومُ ابـنِ أمِّـهِ == وهى جانبٌ منـه وأسقـمَ جانـبُ
ترشفـتُ أيامـي وهـنَّ كـوالـحُ == عَليكَ، وغالَبْتُ الرَّدى وهو غالـبُ
ودافعتُ في صدرِ الزمانِ ونحـرهِ == وأَيُّ يَدٍ لـي والزَّمـانُ مُحـارِبُ؟
وقلـتُ لـهُ: خـل جـوادَ لقمـهِ == وها أنـذا فـازددْ فإنَّـا عصائـبُ
فوالله إخلاصاً من القـولِ صادقـاً == وإلاّ فحبِّـي آلَ أحـمـدَ كــاذبُ
لو ?نَّ يَدِي كانت شفاءَكَ أَوْ دَمـي == دمَ القلبِ حتى يقضبَ القلبَ قاضبُ
لسلمتُ تسليـمَ الرِّضـا وتخذْتهـا == يَداً للرَّدى مـا حَـجَّ لِلَّـه راكِـبُ
فتى ًّ همهُ حمدٌ على الدهـرِ رابـحٌ == وإنْ غابَ عنْهُ مالُهُ فهـو عـازِبُ
شمائلُ إنْ يشهـدْ فهـنَّ مشضاهـدُ == عِظـامٌ وَإنَ يَرْحَـلْ فَهُـنَّ كَتائِـبُ
بكـاكَ أخٌ لـم تـحـوهِ بقـرابـة == ٍ بلى ، إنَّ إخوان الصفـاء أقـاربُ
وأظلمتِ الدنيا التي كنـتَ جارَهـا == كـأَنَّـكَ للدّنـيـا أَخٌ ومُنـاسِـبُ
يُبَـرِّدُ نِيـرانَ المَصائـبِ أَنَّـنـي == أرى زمنـاً لـمْ فيـهِ مصـائـبُ