من يتحدث باسم الإسلام؟ وكيف يفكر أكثر من مليار مسلم؟
09/04/2008 لندن ــ رويترز ــ أجرى معهد غالوب لاستطلاعات الرأي بحثا في 35 دولة اسلامية من خلال اجراء مقابلات مع أكثر من 50 ألف شخص على مدى ست سنوات، خرج في نهايته بما وصفه بأول استطلاع شامل للرأي في العالم الإسلامي، ونشره ضمن كتاب حمل عنوان «من يتحدث باسم الاسلام.. فيم يفكر مليار مسلم فعليا..».
الصراع مع الغرب
وقالت داليا مجاهد، التي شاركت في وضع الكتاب، أمس الاول، «الصراع بين المسلمين والمجتمعات الغربية ليس حتميا بأي حال من الاحوال»، موضحة بذلك احدى النتائج الاساسية التي خلصت اليها هي وجون ايسبوسيتو الاستاذ في جامعة جورج تاون من الكم الهائل من البيانات التي جمعاها.
واعتبرت ان «الأمر يتعلق بالسياسة أكثر مما يتعلق بالمبادئ.. فرغم المشاعر المعادية للولايات المتحدة وبريطانيا، فقد قال المسلمون في شتى انحاء العالم انهم في واقع الأمر معجبون بكثير مما يعتز به الغرب»، مثل حرية التعبير والديموقراطية والتقدم التكنولوجي والوصول الى المعرفة.
واضافت «لا ينظر المسلمون الى الغرب كوحدة واحدة، بل تتشكل رؤيتهم للدول المختلفة طبقا للخطوط السياسية لا الثقافية ولا الدينية».
التأثير الأميركي المباشر والإعلام
وأشارت مجاهد الى ان «اكثر من 65 في المائة من المصريين والأردنيين والايرانيين يعتقدون ان الولايات المتحدة لن تسمح للشعوب في منطقتهم بتشكيل مستقبلهم السياسي بالطريقة التي يرونها مناسبة من دون تأثير اميركي مباشر»، مضيفة «وعندما سألنا المسلمين حول العالم ماذا بوسع الغرب ان يفعل لتحسين العلاقات مع العالم الاسلامي كانت الردود المتكررة هي ان يظهر الغرب مزيدا من الاحترام للاسلام وان يعامل المسلمين كأنداد لا كتابعين».
وتظهر استطلاعات الرأي التي اجريت في الولايات المتحدة ان الاميركيين ينظرون بالفعل نظرة متدنية للمسلمين، اذ يقول 34 في المائة من المستطلعين انهم ليسوا متحيزين ضد المسلمين، ويقول 19 في المائة ان لديهم «قدرا كبيرا» من التحيز ضدهم.
وتجدر الاشارة الى ان التغطية الاعلامية كانت احد العوامل التي تلقي بظلالها على رأي كل طرف في الآخر، وتعتبر مجاهد في هذا السياق ان تحليل محتوى وسائل الاعلام اظهر ان غالبية التغطيات الاخبارية التلفزيونية في الولايات المتحدة للاسلام كانت «سلبية بشدة»، فيما كانت التغطية محايدة عندما تناقش المسيحية في محطات تلفزيونية اسلامية.