قواعد لعبة الشطرنج في الشعر العربي المغربي
قصيدة شعرية للعلامة المغربي المشارك في علوم عصره الطبيب المتخرج من مدرسة القصر العيني بالقاهرة والعالم الفلكي المخترع لآلة الأسطرلاب "ربع الشعاع والظل" ، و الشاعر عبد السلام بن محمد العلمي من القرن التاسع عشر الميلادي. والجدير بالذكر أن عبد السلام بن محمد العلمي هذا، دَرَّس قواعد لعبة الشطرنج ضمن ما كان يُدرس تلامذته من العلوم، فدرس بفاس على الخصوص: (الرياضيات والفلك والميقات والطب العصري، الخ...)، وأخذ عنه علم الشطرنج بعض تلامذته. . ولقد حققها أحد أحفاده الدكتور أمل (أستاذ الجراحة العصبية، كاتب و شاعر معاصر من فاس) بن إدريس بن الحسن العلمي (الكاتب اللغوي الشاعر) بن أحمد بن عبد السلام بن محمد العلمي (صاحب القصيدة)... ونقتطف من تحقيق الأرجوزة ما يسمح به المقام على هذا النحو: "...ولقد دلنا المنوني رحمه الله (ص 241 ج1 من المصدر السابق) على قصيدة شعرية حول لعبة الشطرنج لعبد السلام العلمي بقوله : "وسوى مادتي الفلك والطب، وضع نفس المؤلف أرجوزة في التعريف بلعبة الشطرنج حسب الطريقة المتعارفة، ولا تزال مخطوطة في 40 بيتاً، ضمن مجموع : خ.ع ، د 3408 – ص 255...".ا.هـ. فأثار ذلك حفيظتنا للبحث عن المخطوطة تلك بالخزانة الوطنية وإخراجها للوجود. هذا، ويجدر بالذكر كذلك في هذا الموضوع، موضوع الشطرنج : ما أشار إليه العلامة المنوني عن عبد السلام العلمي : "وقد كان إلى جانب اشتغاله بالتأليف يقوم بتدريس هذه العلوم حسبما لمح لهذا أول تأليفه : "أبدع اليواقيت" ، ومن المتخرجين عليه فيها : الميقاتي المؤلف الشهير محمد بن علي بن عمرو الأغزاوي الذي يحليه بشيخه غير مرة في مؤلفه المتكرر الذكر، والميقاتي محمد بن أبي بكر الجامعي، والفقيه الحاج عبد الكريم بن العربي بنيس." ويضيف في الهامش : أخذ هذا الأخير عنه الحساب والتوقيت والشطرنج، حسب أبي العباس أحمد سكيرج، في فهرسته : "قدم الرسوخ، فيما لمؤلفه من الشيوخ" ، خ.ع، د 3844- ص 189.".ا.هـ.أما الأرجوزة فقد علمت أنها تقع في 40 بيتا بها شرح وتعريف للعبة الشطرنج حسب الطريقة المتعارفة... ونضيف أنها من البحر الرجز : مستفعلن مستفعلن مستفعلن. ويبدو لدارس سيرة العلامة عبد السلام العلمي وملم بأخبار عن حياته أن هذه الأرجوزة نظمها العلمي في فترة مرضه (كما دل على ذلك " شافاه الله" في الجملة الأولى التي يستصدر بها أرجوزته) بداء الشلل النصفي الذي ألزمه بيته لمدة طويلة قبل وفاته سنة 1904م وعاده في مرضه ببيته السلطان مولاي الحسن الأول بن محمد بعد زيارة ضريح المولى إدريس الثاني حسب الأخبار المدونة والمروية لدى أسرة العلمي. وكان رحمه الله أثناء تلك الفترة يشتغل بالتأليف والتدريس، فكان يستقبل طلبته ببيته (بباب جيسة بفاس) إلى آخر حياته. ودونك تحقيق الأرجوزة: بسم الله الرحمن الرحيم، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وآله.* وصل يــــا رب عـــلى مُحَمَّـــدِ *** وآله واجعـل لـديـه مَــقْــــصَـــدِي
